Iraq
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

إيران والسعودية.. هل يستمر تجاذب القطبان؟

متابعة/ المدى

منذ كانون الثاني 2016، قطعت السُّعُودية علاقاتها بإيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد، ألا أن السعودية وإيران قد أعلنت في 11 آذار الماضي على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما خلال شهرين، وذلك بعد إجراء مباحثات بين وفديهما في بكين، فهل يتخلى البلدين عن المنافسة من أجل المصالح المشتركة؟

ومثّلت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للسعودية مرحلة جديدة على طريق إصلاح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد 7 سنوات من القطيعة.

ويرى محللون ومراقبون أنَّ العلاقات بين السُّعُودية وإيران تتجه نحو مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق الذي يشمل العديد من قضايا المنطقة وملفاتها، بما يتضمنه ذلك من بعض التحديات، في حين وصل السفير السعودي عبد الله بن سعود العنزي، يوم أمسِ الثلاثاء، إلى طهران لمباشرة عمله، أذ من المقرر أن تتخذ الرياض من فندق فخم في العاصمة الإيرانية مقرا مؤقتا إلى حين ترميم المبنى الرسمي المغلق منذ العام 2016 والتي تعرض خلال احتجاجات كانت سبب في القطيعة الدبلوماسية، إلى تخريب وحرق أجزاء منه.

أمال

وعلى الرغم من ان طهران والرياض يقفان على طرفي نقيض من ملفات إقليمية وتدعم كل منهما معسكرات متنافسة في اليمن وسوريا ولبنان، لكنّ حدة التوتر تراجعت كثيرًا بين البلدين منذ الإعلان عن تطبيع علاقاتهما.

وقد رحبت دول عديدة بالاتفاق وهنأت السعودية وإيران بهذه الخطوة المهمة التي اتخذها البلدان، كما رحب العراق، أحد وسطاء تقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران بالاتفاق، مؤكدًا أنه "سيُعطي دفعة نوعية في تعاون دول المنطقة" واعتبر أنه "صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين"، وفق بيان للخارجية العراقية.

وعبر مصادر تابعتها (المدى) صرح علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، إن المصالحة بين إيران والسعودية سيكون لها تأثير كبير على المنطقة بأكملها كما كان للصراع بينهما تأثير كبير.

وشدد ولايتي على أن إيران والسعودية، باعتبارهما قوتين إقليميتين ودوليتين رئيسيتين، يمكنهما توجيه المعادلات الإقليمية والعالمية في اتجاه يضمن مصالح الدول الإسلامية.

بينما رجح العديد من المحللين على أن إيران والمملكة قطبين مؤثرين في المنطقة الإستراتيجية والحساسة، ولكل منهما دور مهم في تطوراتها.

إزالة سوء التفاهم

ان انطلاق العلاقات الرسمية الدبلوماسية بين إيران والسعودية، من استئناف العمرة، والتعاون الاقتصادي والتجاري، وإعادة فتح السفارات والقنصليات، والتأكيد على الثبات والأمن المستدام وتنمية المنطقة كانت أولى المبادرات بين القطبين.

هنا يتوقّف المحللون عند التدقيق في أثر الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه أخيرًا بين السُّعُودية وإيران بوساطة صينية على السياسة الإقليمية. وهل ينبغي إيلاء مزيد من الاهتمام لفهم العوامل التي قد تُمكّن السُّعُودية وإيران من تجاوز خلافاتهما السياسية والمذهبية والحفاظ على أواصر العلاقات التي أُعيد وصلها بينهما.

وعلى الرغم من وجود أسباب كافية للشعور بالأمل، لا تزال هناك تحدّيات مهمة يجب معالجتها. فقد أسفر (سوء التفاهم) والعداء بين إيران والسعودية عن اندلاع عدد من النزاعات، بما في ذلك الحروب بالوكالة في عدد من الدول مثل اليمن وسوريا. لذلك، ومن أجل أن ينعم الشرق الأوسط بالاستقرار، من الضروري أن يبقي الطرفان وكلائهما تحت السيطرة نظرًا إلى أن هذه المجموعات تمتلك القدرة على عرقلة التقدّم الديبلوماسي. وقد تشكّل تأثيرات خارجية أخرى، منها المصالح الأميركية والروسية، عائقًا أيضًا أمام تطوّر العِلاقة وفاعلية الاتفاق في المدى الطويل.

الأولوية للديبلوماسية

في المحصّلة، ثمة مؤشّرات تجمع بين الأمل والتشكيك في ما يتعلق بتجدد العلاقات بين إيران والسعودية. في هذا السياق، من الضروري إعطاء الأولوية للديبلوماسية والتبادل الثقافيَّين، والتنمية المحلية، والتكامل الاقتصادي من أجل سلوك مسار سلمي في المرحلة المقبلة.

ويذكر انه تم توصل السُّعُودية وإيران إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران منذ بدا الاتفاق، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا على أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعًا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقّعة في 17 أبريل (نيسان) 2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقّعة بتاريخ 27 مايو (أيار) 1998.