Iraq
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

بعد مرورنا بمرحلة الغليان.. متى موعدنا مع ما بعد الاحتباس

الجوع والتهجير والبطالة والمرض والوفيات، جعل الناس يعانون بالفعل. فقد تسببت درجات الحرارة الشديدة في موجات حر قاتلة في أوروبا، وحرائق غابات في كوريا الجنوبية، والجزائر وكرواتيا، وكانت هناك فيضانات شديدة في باكستان، بينما ترك الجفاف الشديد والمطول في مدغشقر مليون شخص أمام فرص محدودة جدًا للحصول على غذاء كافٍ.

وتتآكل مساحات الغابات والغطاء النباتي في بوتيرة متسارعة، وصار الخطر الحقيقي يهدد النظام البيئي في العالم، بفعل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم خلال السنوات الأخيرة.

الكوكب يشيخ

العديد من الدول لا تبالي بمدى كثرة الانبعاثات الكربونية الصادرة منها، فالصين لوحدا تمتلك انبعاثات تقدر بـ(32.48%) وأميركا (12.6%) وهما يُشكلان لوحدهما تقريباً نصف ما ينتجه العالم من مواد كيمائية ضارة على الكوكب وفق تقرير World Population Review في العام 2020.

بينم تعتبر الدول المصدرة للنفط والدول النامية من أهم المساهمين في استمرارية وديمومة أزمة المناخ، وذلك لاعتمادهم الاقتصادي بشكل كبير على احتراق الوقود الأحفوري والمفضي إلى انبعاث الغازات الكربونية. ومع أن مقارنة الدول النفطية والنامية بالدول الصناعية من حيث معدلات الانبعاثات الكربونية ومسببات الاحتباس الحراري غير عادلة بأي حال من الأحوال، إلا أن الدول الصناعية الكبرى كانت قد مارست الكثير من الضغوط على تلك الدول، وفرضت ضرائب عالية على المشتقات النفطية المستوردة.

أنسنة المدن

والعديد من الدول عقدت المؤتمرات والاتفاقيات الدولية والتي تمخضت عن اتفاقية باريس للمناخ، والتي تعهدت بموجبها الدول الأعضاء، ومن بينها الحكومة السعودية، باتخاذ كافة التدابير الممكنة لأنسنة المدن، والتحول من الاقتصاد الأحفوري إلى اقتصادات مرتكزة على الطاقة المتجددة والنظيفة والالتزام بتطبيق المعايير الدولية فيما يتعلق بشروط البيئة الصحية والملائمة لجودة الحياة الإنسانية. وبموجب تلك الاتفاقية، التزم الدول الأعضاء بتخفيض معدلات الاحتباس الحراري لأقل من درجتين مئويتين علاوة على تخفيض الانبعاثات الكربونية بنسب متفق عليها، وعلى أن يتم مراجعة مدى التزام تلك الدول بتعهداتها بعد كل خمس سنوات. 

2023 والطقس المتطرف

وبحسب موقع "لايف سينس"، تعد زيادة درجات الحرارة حول العالم من أكثر العواقب الفورية والواضحة للاحترار العالمي. فقد ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 0.8 درجة مئوية على مدار الأعوام المئة الماضية، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

بينما تتغير أنماط الطقس مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم، فالطقس المتطرف هو نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري. ويتمثل بفصول شتاء أكثر برودة من المعتاد في بعض المناطق، حيث تتسبب التغيرات في المناخ في هجرة التيار النفاث القطبي، وهو الحد الفاصل بين هواء القطب الشمالي البارد والهواء الاستوائي الدافئ جنوبًا، حاملة معها هواء القطب الشمالي البارد.

ما بعد الاحتباس

وتأتي بعد مرحلةِ الغَليانِ التي صرح بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمتعلقة بحرارةِ الجو.. يتوقع علماء الدخول في مرحلة متباينة من حيث تقلباتُ الطقس، أطلقوا عليها اسمَ "فوضى المُناخ".

وفى إطار الرؤية العلمية وما تقول به الدراسات التى خرجت إلى الضوء مؤخرا فى هذا المجال، تجدر الإشارة إلى ما وصلت إليه دراسات العلماء وخبراء المناخ والبيئة والمتغيرات الجوية والتصحر، وأيضا علماء الزراعة والرى والمياه، ورؤيتهم لهذه المتغيرات المناخية التى طرأت على الكرة الأرضية فى السنوات الأخيرة، وما صاحبها من تأثير جسيم على الأمطار والتصحر والحرارة والبرودة والمياه والبحار والبشر أيضا.

ومن اللافت أن على رأس هذه التأثيرات ظاهرة التصحر، وندرة أو شح الأمطار وامتناعها عن السقوط فى أماكن كثيرة كانت تسقط بها من قبل، مما أدى إلى دخول هذه المناطق، فى حزام التصحر، وخاصة فى إفريقيا شمالا وجنوبا ووسطاً.

يذكر ان الاحتباس الحراري يهدد مستقبل الأرض وسكانها. وهو ينتج عن النشاط البشري وحرق الوقود الأحفوري في المقام الأول الذي يتسبب بضخ ثاني أكسيد الكربون والميثان وغازات الدفيئة الأخرى، لكنّ آثار الاحتباس الحراري قد تفوق ما يتوقعه الكثيرون، على المستويين البشري والبيئة، ويشعر بها السكان في جميع أنحاء الكوكب، من دون استثناء.